الخميس، 10 مايو 2012

شجرة الكاكاو Cacao





شجرة الكاكاو Cacao ، شجرة صغيرة دائمة الخضرة يبلغ ارتفاعها من 4-8 أمتار موطنها الأصلي أمريكا الجنوبية.
بذورها تستخدم في صناعة الكاكاو والشيكولاتة.

إننا نتناول اليوم قطعة شيكولاتة أو فنجان الكاكاو دون أدنى إهتمام ، ولكن هذه الأشياء كانت منذ 300 سنة نوعا من الترف الغالي في كثير من البلاد ، وكان الأغنياء فقط هم القادرون على شرب الكاكاو.
وقد كتب كاتب اليوميات الشهير صامويل بيبس (1633-1703) مقالا خاصا في جريدته سجل فيه إنطباعه عندما تناول الكاكاو لأول مرة قائلا أنه بلا شك لذيذ جدا.

وكانت تجارة الشيكولاته في ذلك الوقت حكرا على الأسبان الذين كانوا ينتجونها في مستعمراتهم بأمريكا الإستوائية ، ولم يكن بالإمكان الحصول عليها إلا منهم ، أو من المهربين أو القراصنة.

وحتى في المسكيك حيث كانت تصنع الشيكولاته تعتبر في إبان حكم الأسبان شيئا كماليا مترفا لقد كان نفر من رجال الدين يعتبرونها لذيذة بدرجة خطرة ، وكان النساك والرهبان ممنوعين من لمسها.
ورغم ذلك فقد سجل أن السيدات في بلدة شياباس المكسيكية كانت تقدم لهن الشيكولاتة وهن يؤدين مراسم الكنيسة ، رغم شدة سخط القسيس.

إننا نتعاطف مع الرهبان الذين حرموا من فنجان من الشيكولاتة ، في الوقت الذي تمادت فيه سيدات شياباس في التدلل. 
شجرةالكاكاو شجرة صغيرة ، يبلغ إرتفاعها حوالي 7 أمتار ، ذات أوراق مستطيلة متبادلة الوضع ، وأزهارها قرمزية اللون ، تنمو من الجذر مباشرة ، وليس من الفروع والأغصان.

وتبدأ الشجرة في حمل الثمار ، عندما تبلغ من العمر خمس سنوات.
وفي أفريقيا تصاب شجرة الكاكاو بمرض خطير هو إنتفاخ الساق الذي إشتد خطره سنة 1938 ، وقد وجد أنه مرض فيروسي ينتقل من شجرة إلى أخرى بواسطة حشرة صغيرة ماصة للعصارة. ولا يمكن السيطرة على المرض إلا بقتل الحشرة.

الثمرة:
الثمرة حسلية كبيرة طولها من 15 إلى 25 سم ، بيضية الشكل بها أخاديد طولية ، وتبدو في شكلها كالليمونة الكبيرة ، ولونها الطبيعي أخضر ، ولكنها تتحول عندما تجف إلى اللون الكستنائي. وتحتوي كل ثمرة على 30-60 بذرة مطمورة في لب أبيض.


البذور:



يستخرج المحصول التجاري من البذور فهي تستخرج من اللب ، ثم تترك مبللة في بداية الأمر كي تتخمر في قزانات حتى تكتسب نكهتها ، وبعد ذلك تغسل ، وتجفف في الشمس ، أو بواسطة تيار من الهواء الحار. وتحتوي البذور على حوالي 40% نشا ، و26% دهن ، و18% بروتين ، ومادتين قلويتين منبهتين هما ، ثيوبرومين ، و كافيين.
ومن هذا التحليل يتضح أنها تحتوي على كمية كبيرة من الغذاء بالإضافة إلى المنبهات.  
الموطن الأصلي لشجرة لكاكاو هو الغاباات الإستوائية الممطرة بأمريكا الجنوبية ، ويمكن زراعتها فب أي بلد إستوائي ، تتوفر فيه تربة غنية جيدة الصرف واغزارة في الرطوبة طيلة السنة

وهي لن تنمو حتى في المنطقة الإستوائية لو زاد الإرتفاع عن حوالي 832 مترا .
وموسم الحصاد يبدأ من أكتوبر حتى مارس وفي غانا تنتج الأشجار بمعدل رطلين من الكاكاو المجفف لكل شجرة في السنة ، إذا زرعت بمعدل 360 شجرة للفدان الواحد. وتستمر في الإنتاج حوالي 40 سنة.

تقتطع الثمرة من النبات بسكين خاص ، وتسحق لفصل البذور من اللبن ، وتخمر البذور وتجفف كما سبق وصفه ، وبذلك تصبح البذور الجافة ، جاهزة للنقل إلى المصنع ، حيث تنظف وتحمص في إسطوانات دوارة.
وبعد ذلك تكسر البذور المحمصة إلى قطع صغيرة ، وتفصل القشور عن لب البذور بعملية تذرية ثم تطحن قطع اللب ، التي تعرف بإسم Nibs بين إسطوانات دوارة ، فتتحول إلى كتلة شبه سائلة ، بسبب ما بها من زيت ، وتسمى حنيئذ كتلة الكاكاو.
وإبتداء من هذه المرحلة تختلف المعاملة تبعا للمطلوب من المنتج ، شيكولاتة أو كاكاو ، يزال حوالي نصف الزيت أو زبدة الكاكو بواسطة الضغط ، ثم تطحن العجيبة اليابسة التي تنتج الخليط جيدا ، يبين إسطوانات دوارة مصنوعة من الحجر ، ولصنع الشيكولاتة اللبن ، يضاف اللبن المجفف أو المكثف ، ويحتفظ بالخليط حارا نوعا ما أثناء العملية.
وفي هذه المرحلة الأخيرة يصبح تركيز الخليط ، بحيث يتجمد عندما يبرد. 

في بداية إستخدام الأزتك ، والأسبان للشيكولاتة ، لم تكن محلاة ، بل كانوا يصنعون منم الكاكاو مشروبا مزبدا ، منكها بالتوابل الحارة والفلفل.
وهذا المزيج ، وإن كان يبدو لنا غير مستساغ بأي شكل ، إلا أن الناس في ذلك الوقت إمتدحوه كثيرا في أوروربا وأمريكا ، كما أسلفنا في بداية المقال.

والآن تتربع الشيكولاتة على عرش الحلوى في العالم كله دون منازع.
وقطع الشيكولاته سادة أو باللبن ، تنتج بكميات هائلة ، كما تضاف إليها المكسرات أو الثمار المجففة.

وللتنويع تحول الشيكولاتة أحيانا إلى زبد صلب ، وذلك بإذابة غاز في المحيط السائل ، تحت ضغظ ، ثم رفع الضغط قبل التبريد النهائي مباشرة.
والشيكولاتة يمكن الجمع بينها وبين أي مادة منكهة يمكن تصورها فقد تذكر الأنواع المختلفة التي تجدها في صندوق واحد من الشيكولاتة المشكلة فالكعكعة يمكن تغطيتها بالشيكولاتة المخفوقة وأنواع مختلفة وألوان مختلفة من نفس الشيكولاتة.

وإذا نحن شعرنا بأننا لم نحصل على كفايتنا من أنواع الشيكولاتة المختلفة ، فما علينا إلا أن نشتري صندوقا مشكلا من البسكويت بالشيكولاتة.
وأهم ناتج لشجر الكاكاو بعد الحلوى هو مشروب الكاكو أو الشيكولاتة المشروب ، كذلك يستخدم الكاكاو على نطاق واسع في تنكهة الأيس كريم.
j
كان الكاكاو Cocoa ، قديماً مشروب النخبة وعملة تحتسب بالحبة وتشكل عنصر مقايضة في التجارة القديمة ، لذلك كان من عوامل إثارة الصراعات بين شعوب وقبائل قديمة أبرزها شعوب المايا التي عاشت في أمريكا الوسطى.
ولقد اكتشف العلماء أن للكاكاو تاريخاً عريقاً يعود إلى أكثر من 1000 عام ، وذلك استناداً إلى آنية وأكواب فخارية تم العثور عليها في إحدى مقابر المايا.
كانت الأكواب تحمل ترسبات تبين بعد اجراء تحاليل عليها أنها تفل الكاكاو.

والمايا من شعوب أمريكا الوسطى التي كان لها حضارة متقدمة ، وقد حكم شعب المايا هندوراس وغواتيمالا وشبه جزيرة يوكاتان في المكسيك.
وبلغت حضارته أوجها ما بين عامي 600م و900 م.

وقد لعبت الشيكولاتة أو ما عرفت سابقاً بالكاكاو دوراً بارزاً في حياة المايا ، إذ كان علية القوم يدفنون موتاهم ويضعون في قبورهم أنية أحشاء الكاكاو

لإعتقادهم بأن هذا المشروب يشيع في نفوسهم البهجة في العالم الآخر.
والجدير بالذكر أن كلمة كا- كا- و ( Ka-Ka-w) التي نقشت على الآنية المكتشفة لعبت دوراً أساسياً في عصور لاحقة في فك رموز كتابة المايا.
__________________
 
وكانت حبوب الكاكاو إحدى وسائل التجارة قديماً كما كانت أيضاَ مسار صراع ، واستخدمت بمثابة النقود في نحو عام 1000م
إذ كان «الزونتلي» الواحد يساوي 400 حبة من حبوب الكاكاو ، و«الزيكيبيلي» يساوي 800 حبة.

وكان الكاكاو بالنسبة لشعبي المايا والأزتيك مشروب ذوي النفوذ والمهابة والنخبة من المحاربين
ويقدم في المناسبات والاحتفالات الطقوسية ، وتمسح به رؤوس وأصابع وأيدي وأرجل الأطفال حديثي الولادة لتعم عليهم البركة.

أما كريستوفر كولومبوس ، فقد اعتبر الكاكاو مجرد مال
والأوروبيون لم يتذوقوا طعم «الحبوب البنية» إلا بعد قيام الفاتح الإسباني هرنان كورتس بغزو المكسيك عام 1519م.

وذكرت كتابات تعود لسنة 1590 أن الرجال والنساء الأسبان كانوا يدمنون شرب الكاكاو

وقد ظهر أول كتاب عن القهوة عام 1609م اصدر البابا بايوس الخامس قراراً سمح بموجبه باحتساء القهوة خلال فترة الصوم الديني.
واليوم يشهد العالم افراطاً في احتساء الكاكاو والقهوة كشراب حلو المذاق ، أو ممزوج بالحليب .
__________________
الشيكولاتة ، سليلة أمجاد الكاكاو القديمة ، تتربع الآن على العرش بعد أن أصبح التنافس على صنعها على أشده بين سويسرا وبلجيكا وبريطانيا وأمريكا ، وباتت سلعة استهلاكية عالمية لها مصانعها وخبراؤها ومسوقوها في شتى أنحاء العالم.
بدأت الشوكولاتة بحبة الكاكاو والتي كانت وخلال قرون تهرس ثم تؤكل.
ويمتد تاريخ الشوكولاتة زمناً منذ 2000 قبل الميلاد وحتى اليوم ، ويحكي لنا التاريخ بدايات هذه الحلوى العجيبة
إذ يقال بأنه في عام 1519م قام هيرناندو كوريتز بتذوق « الكاكاو» والذي كان الشراب المفضل للمنتزوما الثاني آخر الأباطرة الأزتكيين

وقد لاحظ كورتيز بأن الأزتكيين يعاملون حبات الكاكاو التي يصنعون منها شرابهم المفضل وكأنها مجوهرات ثمينة، فقرر حملها معه إلى أسبانيا وبدأ في صناعة مشروب الشوكولاتة منها مع إضافة السكر إليه.
وهناك روايات تؤكد بأن أول من أحضر الكاكاو إلى أسبانيا هو كولومبس بعد رحلته الرابعة إلى العالم الجديد، ولكن نظراً لأن سفينته كانت تحمل أشياء أخرى فإن جوز الكاكاو أهمل تماماً آنذاك المهم أن كل الروايات تؤكد أن الكاكاو أحضرت إلى أسبانيا.

وقد أخفيت طريقة صنع الشراب منها حتى تتمتع طبقة النبلاء وحدها بالمشروب اللذيذ ولكن انكشف السر في آخر الأمر وشاعت شهرة المشروب في البلدان الأخرى.

وفي منتصف القرن السادس عشر اكتسب شراب الشوكولاتة شهرة واسعة في فرنسا.
وقام أحد التجار الفرنسيين بافتتاح أول محل لبيع شراب الشوكولاتة الحار في لندن، وبحلول القرن السابع عشر صارت محلات الشوكولاتة في إنجلترا تضارع محلات القهوة في الشهرة.
وفي عام 1765م افتتح أول مصنع للشوكولاتة في مستعمرة ماساشوستس.
وبعدها بحوالي ستين سنة قام الكيميائي الهولندي كونارد فان هوتن باختراع معصرة كاكاو مما مكن مصنعي الحلوى بعمل حلويات الشوكولاتة بخلط زبدة الكاكاو مع بودرة السكر.
وفي عام 1876 قام أحد مصنعي الحلوى السويسريين بتطوير صناعة شوكولاتة الحليب وذلك بإضافة الحليب المكثف لسائل الشوكولاتة، ويتحصل على سائل الشوكولاتة هذا كمنتج ثانوي غير متخمر من اللحم الداخلي لحبة الكاكاو.
وقد قام السويسريون أيضاً بإضفاء قوام ناعم للشوكولاتة بواسطة عملية تصنيفية تسمى «كونشنج» وتعني الشكل المحاري وبشير إلى شكل أوعية التخمر القديمة والتي تشبه المحار حيث كانوا يخلطون فيها أجزاء الشوكولاتة حتى يصير القوام ناعماً.

مادة غذائية اكتسبت أهمية كبرى في العصر الحديث بفضل التفنن في صنعها
وقيمة المواد التي تصنع منها ..





ويعتمد صنع الشوكولاته على بذور شجر الكاكاو " cacao " وذلك بتنظيف البذورمن الشوائب العالقة بها ثم تحمص بافران حديدية

فتصبح قشرة البذور سهلة الكسرفتطحن في مطاحن خاصة وتصبح عجينة زيتية مكوِّنةً الشيوكولاته المُرة وذلك حين تبرد وتجمد ..





ومن هذه العجينة تصنع الشوكولاته باضافة السكر لتحليتها والتوابل المختلفة أو المواد العطرية لتحسين طعمها ..


عرف " الكاكاو " فاتح إسباني يدعى " فرناند كورتيز Fernand cortez " خلال فتح الإسبانيين المكسيك وحروبهم مع سكانها الأصليين الهنود نحو سنة 1520 م
فقد حمل في مركبة هذه الانواع من الحبوب وقدموها للرهبان

فقاموا بمزج الدقيق المستخرج من حبوب الكاكاو وبسكر القصب واخترعوا هم بذلك الشوكولاته


وانتقلت من أوروبا إلى غيرها من القارات فعمت العالم كله واحتلت مكانه كبرى و أصبحت مادة لا يمكن الاستغناء عنها للكبار والصغار .
قبل أن أتابع معكم هذه الرحلة بعالم الشوكولاتة وقع بين يدي كتاب عن تاريخ الشوكولاتة ولإثراء المعلومات أنقله لكم :

لم تحظ مادة غذائية في العالم ومنذ اكتشافها باهتمام الانسان كما حظيت الشوكلاته ...

فكانت هي الاقدر علماء البدن يتنافسون ويتصارعون في أن يكونوا في صفها أو ضدها...


وكانت الشوكلاته قادرة كذلك على جعل علماء النفس ينقسمون إلى فريقين:

فريق يقول:

" هذا شيطان اسمر بمذاقٍ حلو ... إنها إدمان وإنها المسؤولة عن الحالة العصبية والأرق و كل بلاوي " توتر الطفل العصري "

وفي المقابل جعلت فريق علم النفس الثاني المعجب المتيم بها يقول :

" إنّها علاج طبيعي لكل توتر ... هي المخدر الوحيد المشروع ...
وهي قادرة على دغدغة أنوثة المرأة وتحريك عقد الطفولة عند الرجل ...
وقادرة على إعلان حاجة المرأة إلى الأمومة الإخصاب... إنها أداة جيدة لكشف القلق "

إن سحر الشوكلاتة الأسمر على الروح و البدن جاء من ضربات الطبول في أفريقيا و المكسيك ...

ولسحرها العجيب أراد زعيم القبيلة ورجل الطب الساحر أن يجعلاها لهما وحدهما ....

وأراد نبلاء أوروبا استحواذها لأنفسهم، وحرمان العامة منها...

لكنها أرادت عشقاً جماعياً ... وكان لها ما أرادت ... فكانت في يد كل انسان وفي كل مكان في العالم ...
إنها الهدية الرقم واحد... حسب الدراسات الإقتصادية . وهي تقع ضمن الفئة الثالثة من إدمانات الشباب...

وتمثل الطعام المفضل الرقم واحد عند الطفل... وتحتل أكثر من 95 في المئة من حالة الإلحاح الغذائي عند المرأة ...

وهي الشجرة الأكثر دلعاً ورقة في العالم ...
فإذا لم تتوافر لها أبوابها للطير والحيوان حتى تحرم الإنسان....

إن الحديث عن الشوكلاتة يشبه الحديث عن امرأة غاية في الجمال ...

غاية في الذكاء، غاية في الإناقة ، وذات أنوثة عارمة وحضور مبهر ...!

لكن هذه المرأة في قفص الإتهام... ومهما كانت إدانتها... فإن عيون الموجودين لا تقاوم الإعجاب بها....!


ما هي شجرة الكاكاو ؟
أهل مناطقها الأصلية يطلقون عليها " كوكو" أو " كوكا " أول من اكتشفها الأوروبيون على شواطئ المكسيك ...
ولا أحد يعرف من أين جاءت إلى المكسيك.

ولأن الأوروبيين يريدون تسمية كل شجرة يكتشفونها في الدول التي يحتلونها في فتوحاتهم ...

كان لا بد لهذه الشجرة من أن تعطي اسماً ....
وفي الغالب... فإن العلماء االأوروبيين يميلون إلى إعطاء كل شجرة في تلك الدول اسماً ينتمي إلى الشجر الموجود في أوروبا...

وإن كانوا في في كثير من الأحيان يواجهون بصعوبة نسب شجر أفريقيا ووسط أمريكا إلى فصائل الشجر الموجود عندهم ...

غير أن أول من أعطى اسماً علمياً لشجرة الكاكاو هو عالم الطبيعة السويسري " لينوس " Linnaeus" عام 1653 ....

وأسماها " ثيوبروما كوكا " theobroma cocaبالإغريقي يعني " شجرة طعام الآلهة "!

وهي تحمل ذات المعنى في كثير من الدول الأصلية الموجودة فيها ... وإضافة إلى هذا العالم السويسري ...
فإن علماء النبات والطبيعة الإنجليز والإمريكان سموا هذه الشجرة بـ " كوكو " ، " كوكا" وشوكلاتة.

إن شجرة الكاكاو شجرة رقيقة ... متدلعة ...
فهي تتطلب ظروفاً معينة للنمو وتتطلب أرضاً معينة وموقعاً معيناً...
ودرجة حرارة حوالي 60 فهرنهايت ... وهي شجرة لا تحب الجفاف... وتطلب أن تكون موجودةً في جوٍ رطب.
وأي خلل في المتطلبات السابقة يجعل هذه الشجرة " الدلوعة " تعلن إضرابها !
وإحدى صور إعلان الإضراب تحول لون ورقها الأخضر إلى لونٍ خريفي.!
هي شجرة تحمي نفسها في فترة النمو بجعل ثمارها شديدة المرارة ! ...بحيث لا يطمع فيها طير أو حيوان أثناء نموها ... وبهذه المرارة تمنع قطفها قبل نضجها التام...
ولكن هذه الشجرة الحساسة ... إذا كانت الظروف الخاصة بالحرارة والرطوبة متقلبة حولها ...فإنها لا تحتمل هذا التقلب وتقوم بإنضاج ثمارها بسرعة لتجعلها مقبولة...
كي تأكلها العصافير والقردة والسناجب التي تعشق بذورالكاكاو...
إن شجرة الكاكاو تخضر حال زراعة بذورها وتكبر بشكل جيد...
ولكن حتى تعطي ثمار الكاكاو فإن الأمر يتطلب أن يكون عمرها بين ثلاث وأربع سنوات ...
وبذور شجرة الكاكاو ...ضد خروجها أو أخذها من الشجرة لزرعها ...فإنها في العادة لا تعيش أكثر من ثلاثة أشهر .
لذا يجب أن تزرع خلال تلك الفترة ...وإذا لم تزرع ...فلا فائدة منها .
غير أن العصر الحديث وتكنولوجيا الحفظ جعلا إمكان الحفاظ على البذرة لمدة أطول حقيقياً ...وبذرة الكاكاو حساسة جداً لدرجة الحرارة ...

وهي تتطلب حرارة ورطوبة معينتين وسواء زادت أم قلت تجعلان البذرة تفسد وتموت...!
إن وردة شجرة الكاكاو لا تنبث من الأغصان مثل أشجاركثيرة...
ولكنها تخرج من جزءٍ يشبه الوسادة موجودة على الأغصان ...
وشجر الكاكاو ليس كله ينجح في إخراج بذرة الكاكاو ...ومعدل الإخصاب أو النجاح هو شجرة واحدة من كل ثلاث شجرات.!
ما مكونات حبة الكاكاو؟

إن نصف مكونات البذرة وغلافها دهون ..والذي حدد هذه المادة واسمها " زبدة الكاكاو" هو الباحث " فان هاوتن" Van
Houton
إن زبدة الكاكاو ...إضافة إلى كونها أساس صناعة الشوكلاتة ...
تفيد في الصناعة الصيدلانية أو المواد الطبية ... وتفيد في كثير من صناعات التجميل ...

ووجود هذا الكم من الزبدة الطبيعية هو أساس سحر الذوبان فيها ...علماً بأن الشوكولاتة هي أشهر مادة تذوب بحرارة جسم الإنسان...

في صناعة الشوكلاتة تكون الصناعة الراقية...كلما ازدادت كمية الشوكلاتة فيها ...
ومادة الكاكاو تتراوح في الشوكلاتة الموجودة في السوق ما بين 15 و 75 في المئة...

والمستهلك الذكي يجب أن ينظر إلى المكونات قبل الشراء...
فالخدع التجارية قد تضع بدل الكاكاو مواد إضافية... وبدل زبدة الكاكاو ... دهون نباتية أرخص ...
وفي صناعة الشوكلاتة هناك المواد الأخرى ... مثل السكر والحليب والدهن النباتي ... إضافة إلى الكاكاو.
إن الشوكلاتة البيضاء مفترض أن تكون مصنوعة من زبدة الكاكاو بل بذرة الكاكاو...لكن كثيراً من الخدع التجارية تدخل هنا.
إضافة إلى الدهون ...فإن كل حبة كوكا فيها 15 في المئة بروتين ونشاء ...كما أن الكاكاو يحوي كافيين موجوداً في
مادة theobromine..." الثيوروماين "... وهي مادة موجودة في الكاكاو، ومادة " الثيوروماين "هي إحدى المواد التي تحرض الجهاز العصبي المركزي... فتحرك الدم وتساعد على إدرار البول .

غير أن الكافيين أو مادة " الثيوروماين" الموجودة في الكاكاو أقل من غيرها في المواد الأخرى مثل الشاي والقهوة... ولأنه لا يؤخذ وحده... ويوجد ضمن مكونات الشوكلاتة... فهو أقل .
وكوب شراب الشوكولاتة يحوي فقط 25 جراماً من الكافيين أو أقل.
تـــــــــاريخ الشوكولاتة

عندما نذكر الشوكلاتة نتذكر أوروبا ...وبالذات بريطانيا وسويسرا ... لكن هاتين المنطقتين هما المحطة العصرية الأخيرة للشوكولاتة .
مع ذلك فإن الغرب ما زال يشكر كريستوفر كولومبس في فتوحاته التي كان أصلها تجارياً...فهو من اكتشف بذرة الكاكاو أو الشوكولاتة .

وكان ذلك في 15 أغسطس (آب) عام 1502م ...وبالذات في جزر " bay” وفي مدينة "Guanaja”قبل كولومبس كان هناك مكتشفون آخرون مروا على بذرة الكاكاو وشاهدوا شعوب تلك المناطق يشربونها.
ولكنهم لم يتشجعوا ويقتربوا ويعرفوا سرها ... ولعل العنصرية والنظرة الدونية لكثير من المكتشفين هما اللتان حدّتا من ذلك.

حتى أن أحدهم كتب واصفاً ما رأى :

" شاهدت البدائيين يشربون مادة لونها بني تعافها نفس الخنزير!!!!!

وبقيت هذه التسمية شائعة عن الكاكاو لفترة لكن ما يعرف عن كريستوفر كولومبس أنه لم يكن رجلاً عنصرياً ...وكان يتقرب من الشعوب التي يدخلها ويتعرف إليها ويدرس كل تقاليدها.
إن الشوكولاتة ليست من أوروبا... وتعود صناعتها إلى أول حضارة في أمريكا والمعروفة بـ Olmee (( أولمك ))
وهي حضارة ممتدة على الشاطئ المكسيكي 400 سنة قبل الميلاد .

وللأسف الشديد فإنه لا يوجد لهذه الحضارة تاريخ مسجل ...ولكن يوجد بعض الآثار القديمة القليلة التي تدل على صناعة الشوكولاتة في ذلك العصر كمادة تشرب في طقوس معينة ...

لكن التاريخ يدون ويسجل صناعة الشوكولاتة إلى قبائل الـ " مايا " maya" وهي قبائل عاشت سنة 250 قبل الميلاد .

وحضارتها خلّفت آثاراً عبارة عن صور وتماثيل ...وكانت تتعامل مع الشوكولاتة كمادةٍ تقدّم لــ " الآلهة " وحضارتهم خلفت مواد الفخار التي كانت تصنع فيها الشوكولاتة .
إن أول صورة فعلية توضح عملية صب الشوكولاتة موجودة من قبل شعب الـ " مايا " وتعود الصورة في تاريخها إلى 750 قبل الميلاد.
وكانت هناك مراسم دينية يقوم بها الملك لقطف ثمار الكاكاو مدونة في الآثار.
التاريخ يسجل لنا كذلك أن أهل أو قبائل بلد " ازتك " وهم سكان المكسيك الأصليون ...أكثر شعوب تعاملت مع شراب الشوكولاتة وصناعتها.

لكن التاريخ يذكر كذلك أن شعب هذه القبيلة من أكثر الشعوب عنفاً عبر التاريخ ...حتى أن الغرب وعلماء الأنثربولوجيا يقولون إن هتلر والنازيين هم " ملائكة " !!

قياساً لهذا الشعب الذي لم يكن يشرب الكاكاو فقط ..بل كان محباً للدم والعنف.!

إن أهالي الـ "أزتك" Azetee والذين كانو يؤمنون بأن "الآلهة " عبارة عن خمس شموس موجودة في الكون ...!
كانوا أكثر من اشتهر بشرب الشوكولاتة ... وكان شراب الشوكولاتة يسمى عندهم لفترة من الزمن " الخمر الأول "

وكان تناول شراب الشوكولاتة ...الدافئ مقتصراً على المحاربين والنبلاء وكبار السن ...وشعب الـ " ازتك " يعتبر أول شعب أضاف إلى الشوكولاتة بهارات ونكهات مختلفة.

إن الشوكولاتة دخلت أوروبا أثناء الفتوحات ...وكثير من الدول الأوروبية يريد أن ينسب الشوكولاتة له ويعتبر نفسه أول من أدخلها إلى أوروبا ...

لكن القاضي "Samuel sewell دون رحلة الشوكولاتة من موطنها الأصلي العام 1697 في كتاب مشهور ، قال فيه :

" إن أسبانيا أول من دخلت إليها الشوكولاتة "

والحقيقة أن لا أحد يدري متى وصلت الشوكولاتة إلى أسبانيا بالضبط ...
وإن كانت وجهة النظر ترى أن ذلك حدث في العام 1519 بواسطة Hernan Corts في فتوحاته للمكسيك ... وإن كان لكولومبس فخر الإقناع بأنها مادة طعام
وإن صناعة الشوكولاتة في أسبانيا بدأت في القرن الـ 16
إلا أن الصور المتوافرة تدل على أن صناعة الشوكولاتة كانت مع بداية القرن الـ 18 ميلادي ...حيث بدأت اسبانيا بتصنيع أدوات وآليات معينة لصناعة الشوكولاتة ...وهي التي كانت أساس صناعة الشوكولاتة في أوروبا بعد ذلك ...

والصور التاريخية المدونة والموجودة في المتاحف تثبت ذلك.
ومن أسبانيا كانت البداية لابتكار وصفات الشوكولاتة بنكهاتها العديدة...
حتى إن أول وصفة خلط للشوكولاتة في أسبانيا كانت موثقة العام 1644 وهي وصفة ابتكرها Antono Colmevero De Le Desma
وتعتبر أساس وصفات شراب الشوكولاتة المتوافرة في الأسواق الحديثة.
إن نبلاء أسبانيا كانوا يشربون الشوكولاتة في حفلات السمر ...
وتقدم بميزة الرغوة الطافحة على وجه الكأس أو المصنع خصيصاً لشراب الشوكولاتة ...
والجدير بالذكر أن إدراك مدى غنى مادة الشوكولاتة بالسعرات الحرارية جعل طبقة النبلاء حذرة في كمية شربها للحفاظ على الرشاقة، حتى أن كل من كان يشرب كاكاواً كان يمتنع عن بعض الوجبات .
من أسبانيا انتقلت الشوكولاتة إلى إيطاليا...ويقال إن دخول الشوكولاتة إلى إيطاليا كان بسبب النزاع الكاثوليكي البروتستانتي
وتنقل واختفاء النساء من الطبقة النبيلة والمالكة ...فكن يعرضن في رحلات التنقل هذه المادة العجيبة...

لكن أول من جعل الشوكولاتة في ايطاليا مادة طعام وسلعة متوافرة هو رجل أعمال إيطالي مشهور اسمه Francesco D Autonio Carleti

ولإن إيطاليا كانت منطقة صراع ديني في ذلك الوقت ...فإن شراب الكاكاو كان يستخدم لإمالة الناس ، غير أن الأمر تعدى ذلك.

ولإن الإيطاليين كان لهم صيامهم المسيحي ... حيث يمتنعون عن أكل كل ما هو حي ...كانت مادة الشوكولاتة مصدر نزاع ديني ، وتوجد مخطوطة أثرية بهذا الجدل الديني تعود إلى العام 1636
في فرنسا دخلت الشوكولاتة عن طريق الآنسة "Anne “ابنة الملك فيليب الثالث وهي إسبانية ...وقد أجبرت على زواج للتصالح السياسي من الملك Louis XIII الفرنسي عام 1615 م ...
غير أنّ هناك رواية أخرى تؤكد أنّه إذا كانت "Anne” قد أدخلت الشوكولاتة إلى فرنسا كمادة شراب منعشة ...

فإن الطبيب الفرنسي " Alphonse de Richelieu “ هو أول من أدخلها لأغراض طبية .
ومع أن الشوكولاتة تأخذ إضافة وميزة وفن تصنيع في كل دولة تدخلها ...غير أن الوقائع التاريخية تؤكد أنّ الفرنسيين أكثر شعب صنع أدوات وفناجين من الفضة والصيبني الفاخر لتقديم الشوكولاتة الحارة للشراب

وأباريق للشوكولاتة الفرنسية مازالت تحقق مبيعات خيالية في المزادات.
بريطانيا التي تعتبر الآن ملكة صناعة الشوكولاتة في العالم ...
فإن الشوكولاتة دخلتها عن طريق القراصنة والمغامرين...
ومادة الكاكاو أول ما سجلت في التاريخ البريطاني كانت مدوّنة العام 1633م في كتاب لأشهر كاتب عن الأعشاب والنباتات هو " John Gerald’s”

ولعل البداية لم تكن لمصلحة شراب الشوكولاتة بوجود الشاي
الذي أخذ مكانةً جيّدة في القرن الـ 16 م ...لكن الثلاثة : الشاي والقهوة والشوكولاتة تبوأت منصباً جيداً في بريطانيا.
وإن كان الشاي شراب الجميع ...فإن الشوكولاتة بقيت شراب النبلاء والملوك لفترة...إلى أن أصبحت تباع في الحانات والمقاهي .

غير أن الشوكولاتة في بريطانيا أخذت بجدية أكثر وبدأت مبكراً فكرة صناعتها إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن من مصانع " الماكنتوش " و " الكادبري " وغيرها .
وهكذا من أوروبا خرجت الشوكولاتة إلى كل دول العالم ...ولعل الطريف أن دول المصدر أصبحت تستورد شوكولاتتها المصنعة من أوروبا.
ذا هو تاريخ الشوكولاتة والتاريخ الأوروبي يقول إن البدائيين مكتشفي الكاكاو الأصليين لم يعرفوا إلى طحنه وذلك بعد حرقه .

وأوروبا جعلته تصنيعاً من الدرجة الأولى ... وفرنسا تقول أنها أوجدت به الذوق الرفيع ...
وإيطاليا وإن بقيت تطحن حبات الكاكاو بالحجر على الطريقة البدائية إلى عام 1989 تقول إنها لا تخلط ، وشوكولاتتها أصلية ...

وأمريكا تقول إنها بلد الديمقراطية فهي من جعلت البسطاء يتذوقونها بعد أن كانت حكراً على الأغنياء ...
وسيد صناعة الشوكولاتة في أمريكا 1857 ــ 1945 " Milron S. Hershey “والذي يعتبر هنري فورد الشوكولاتة في أمريكا وصاحب شركة هيرشي " Hershey”
والذي وجد من فريقه شركة كادبري Cadbury

أما " هاواي " فتضحك على الجميع وتقول : " الشوكولاتة هي أصلاً من عندنا ... وما زالت من عندنا "
وهــــــكــذا ،،،،
يبقى هناك كثير من الأدلة والحقائق ...وتبقى كذلك هناك كثير من " الحواديت " والروايات الخاصة بالشوكولاتة والتي تميل للغموض ...وهذا أمرٌ يساير طبيعة شخصية الشوكولاتة .
مــــــع الـشوكولاتة ... .ضد الشوكولاتة !

الغريب حين بدأ بإحتلال أو ما أسموه إكتشاف دول أفريقيا وآسيا وأمريكا , كان القصد الأساسي إكتشاف خيرات تلك الدول والإستفادة منها .
وحين تواجه الغرب مع شجرة الكاكاو ، بدأ الغرب في التساؤل عن هذه المادة الغريبة .
هل هي سيئة ؟ ....
هل هي جيدة ؟ ....
وما تأثيرها في جسم الإنسان ؟

طبعاً هم رأوا سكان تلك المناطق يشربونها ...ولكن الفضول كان أبعد من التمتع بها كمادة شراب منعشة فهم يريدون معرفة ما هو أبعد من ذلك .
من ملاحظات الغرب على السكان البدائيين للدول التي توجد فيها شجرة الكاكاو , وجدوا أن سحرة و أطباء تلك القبائل كانوا يستخدمون شراب الكاكاو الحار مع العسل لعلاج إضطرابات الجسد المؤدية لخفض حرارة الجسم .
ونظرية رفع حرارة الجسد بالغذاء ...هذا السلوك الفطري الذكي ...هي الفكرة ذاتها التي قام بها الإغريق والذين يعتبرون أول من درس علاقة الغذاء بالصحة ...

ولعل " أبوقراط " ( أبو الطب ) الذي ولد في الفترة ما بين ( 377 ــ 460 ) قبل الميلاد

والذي أوجد نظرية توازن العناصر الأربعة في الجسم ...
من نظريته تطورت نظرية إنعدام التوازن في الجسم بسبب إنعدام التوازن الغذائي .
ومعالجة حرارة الجسم بغذاء ذي حرارة ضدية ...هذه الرؤية العلمية العظيمة لم يبدأ علماء الغرب التعامل معها إلا في القرن التاسع عشر.

غير أنه ...ومع تطور علم البدن سواء بالطب أو التشريح أو البيولوجيا أو الفسيولوجيا وغيرها وتطور علم الغذاء ...أصبح لدى الإنسان معلومة أكبر وقدرة أكثر على تشخيص ليس فقط التأثير البدني للغذاء ...بل حتى التأثير النفسي .

والدراسات الخاصة بالمزاج والطعام مصدر إهتمام المختبر النفسي منذ عشرين سنة .
إنّ مادة الكاكاو أو الشوكولاتة ، بشكلٍ أخص ، تعرضت في هذا القرن إلى كثيرٍ من الجدل ... وهي أكثر مادة حازت على إهتمام علماء البدن والنفس .

وكما هي العادة كان هناك فريقٌ " مع " وفريق " ضد "

وكل فريق له أبحاثه وأرقامه التي تدعم وجهة نظره ،،

وحتى ننتهي نحن عشاق الشوكولاتة بالرأي الذي يؤيد الشوكولاتة ويصفق لها ...
سوف نبدأ بفريق " الضد شوكولاتة " والذي قد ... وربما .. يسد نفسنا لدقائق عن أحلى مادةٍ سمراء عرفها الإنسان .
ضــــــد الشوكولاتة

1 ــ إن الشوكولاتة تحوي مادة ( ثيوبروماين ) Theobro mine والذي يحوي الكافيين وهي مادة تحرض الجهاز العصبي المركزي .

ما يؤدي إلى هياج كل الديناميكية الطبيعية في الجسم ...فتجعل الدم يتحرك أسرع وتجعل التبول أكثر...وكلما أخذت الشوكولاتة بكمياتٍ أكبر ...يعني هياجاً في الجهاز العصبي المركزي أكبر .

مما يجعل الإنسان يظهر قدراً من العصبية والتوتر والأرق وخللاً في ضربات القلب ...وغيرها من صور خلل كثيرة في جسد الإنسان .

2ــ الشوكولاتة مادة إدمانية ... ليس للكافيين الموجود فيها وحده ...ولكن لتركيبتها الخاصة الكيميائية .
وإن الناس الذين يقولون إن الشوكولاتة تجعلهم أهدأ وأسعد ...
يعطون أكبر دليل على أنها مادة إدمانية ...وفي دراسة على المواد الإدمانية وجد أن الشوكولاتة تقع ضمن الفئة الثالثة من المواد الإدمانية عند الشباب .

3 ــ الشوكولاتة مسؤولة عن حالة هيجان وحركة الأطفال غير الطبيعية الملحوظة في السنوات الأخيرة والمعروفة بـ " Hyper active “حيث أن الأطفال إذا أكثروا من تناول الشوكولاتة ... يتحولون إلى مخلوقاتٍ هائجة .
وتأييداً لذلك هذه بعض الدراسات الخاصة بهذا الأمر وهي كثيرة ... ومنها دراسة قامت بها مجلة Journal of Learning Disability على أطفال كثيري الحركة .
وعندما خفض بعض أنواع الأكل التي كانوا يستهلكونها ...
ومنها الشوكولاتة ... وجد أن الحركة السريعة قلت جداً عندهم.

4 ــ الشوكولاتة هي المسؤولة الأولى في هذا العصر عن السمنة بشكلٍ عام ...وسمنة الأطفال والمرأة بشكلٍ خاص ...لما فيها من سعرات حرارية عالية ... ولكونها مادة يقبل عليها الإنسان بشراهة ومن دون مقاومة .


5 ــ أسنان الإنسان في السابق كانت أصح ... والشوكولاتة مسؤولة عن تلف أسنان الأطفال ... بل والكبار كذلك .

6 ــ الشوكولاتة فيها مادة دهنية نسبتها كبيرة ... وهي تلعب دوراً كبيراً في خلق مشكلة كوليسترول الدم .

7 ــ الشوكولاتة مسؤولة عن كثير من حالات الصداع .. والأدلة العلمية على ذلك كثيرة ...فنجد على سبيل المثال أن مجلة "صداع " Headache" قامت بدراسة ظاهرة الصداع في مدينة صغيرة في نيوزلندا .
فوجدت بالبحث والتقصي ومن رأي ناس تلك المدينة أن الشوكولاتة هي الملومة عن حالة الصداع هذه.

وفي دراسةٍ أخرى قامت بها الباحثة جاكلين سلادي Hacquiline Sallade في مجلة " Elementary School Guidance and Counselling “
أجريت على 8 أطفال في المرحلة العمرية ما بين 8 ــ 11 سنة ويعانون من صداع نصفي شديد .

أن تقليص استهلاك بعض المواد الغذائية مثل الجبن والمواد الحافظة والشوكولاتة قلل الصداع إلى ما يقارب 50 % عن السابق.

8 ــ الشوكولاتة مسؤولة عن ظاهرة بذور أو حبوب الوجه عند المراهقين .

9 ــ كثرة أكل الشوكولاتة في فترة الحمل تؤدي إلى عدم انجاب طفل صحي ... ففي دراسة قام بها باحثان هما Fried & Watrinson في مجلة " Neurobehavioral Toxicology and Teratology
وجد أن كثرة شرب القهوة والشاي وأكل الكاكاو تجعل حجم رأس الجنين أصغر نسبياً من الطبيعي ...

10 ــ الشوكولاتة إدمان يفتح باباً لإدماناتٍ أخرى ... لذا يجب قفل بابه أو تقليص فتحه .

11 ــ الشوكولاتة لها علاقة بالإنتحار والكآبة ...والدراسات الخاصة بالكآبة والإنتحار تؤكد أن فئة الكآبة والإنتحار هي ضد التي تأكل شوكولاتة .

ففي دراسةٍ قامت بها مجلة " Journal of Orthomolecular وجد الباحث David Lester
والذي قام بدراسة استهلاك الشوكولاتة في 14 مجتمع أوروبي ...
أن المجتمعات التي تستهلك كمية كبيرة من الشوكولاتة فيها نسبة الانتحار تكون أكبر .!

وفي دراسةٍ قامت بها مجلة Ps Chological Report
أكدت أن الشوكولاتة مرتبطة بالكآبة والتفكير ... بل والشروع في الإنتحار .
12ــ الكاكاو والشوكولاتة مادتان لا فائدة منهما ويمكن الإستعاضة عنهما بمواد غذائية أخرى.

مـــــــع الـشوكولاتة

1 _ إن تهمة الكافيين ومضاره الموجهة للشوكولاتة باعتبار أنها تحوي كماً منه ...هي تهمة يمكن الرد عليها .
إن الكافيين أو مادة الثيوبروماين والموجودة في الشوكولاتة ...
مقدارها قليل وجيد وإيجابي.. حيث يصعد التركيز والتفكير المنطقي .

والشوكولاتة لا تحوي نسبة عالية من الكافيين ... بل توجد فيها فقط 6 مليجرامات كافيين في كل " أونس " شوكولاتة ..

في مقابل 180 مليجراماً من الكافيين في كل 5 " أونس " من فنجان القهوة .

ولزيادة التوضيح نجد المقارنة الآتية :

فنجان من القهوة تتراوح فيه نسبة الكافيين بين 50 ــ 170 مليجرام.

فنجان الشاي تتراوح فيه نسبة الكافيين بين 25 ــ 100 مليجرام .

فنجان الشوكولاتة تتراوح فيه نسبة الكافيين أقل من 25 مليجرام.

إن الشوكولاتة أصبحت ضحية .. وفي كل دراسة كانت أضرار الكافيين تجر بجريرة القهوة والشاي .
وفي دراسةٍ قام بها مجموعة من الباحثين عام 1984م في مجلة “ Life Sciences”وجدوا أنّه حتى تتسبب الشوكولاتة في الأرق... فيجب تناول كمية كبيرة من الشوكولاتة تصل إلى ثلاثة أو خمسة كيلوجرامات في الوقت الواحد

طبعاً ... هذا مستحيل!

2 ــ إن تهمة كون الشوكولاتة مادة إدمانية تهمة لا يمكن نفيها تماماً باعتبار أنّ الشوكولاتة تعطي قدراً من الهدوء والراحة
وتجعل الإنسان أكثر سعادةً وقدرةً على أداء عمله ... ولكن الحياة مملوءة بالمدمنات ... حتى حبوب الصداع ... وغيرها مواد وأساليب إدمانية .

فما الضرر أن تكون هذه المادة الإدمانية طبيعية صحية وشرعية ؟

3 ــ إن مشكلة الطفل سريع الحركة مشكلة أساسية وواضحة في هذا القرن الذي نعيش فيه ...غير أن أصبع الإتهام يجب ألا يوجه أساساً إلى الشوكولاتة ...بل إلى المواد الغذائية بشكلٍ عام التي يستهلكها الطفل العصري .
والدراسة التي ذكرتها مجموعة " ضد الشوكولاتة " والتي قامت بها مجلة “ Journal of Learning Disability “
كانت تحت عنوان " أطفالنا وخلاصة ما يأكلون؟ "
والدراسة قامت برصد 180 طفلاً من فئة الحركة السريعة " Hyper active “ووجدت أن أكل هؤلاء الأطفال يدور حول المواد الحافظة والملونات الصناعية والذرة وكثير من المواد الأخرى ... ومنها الشوكولاتة .

والنتائج الجيدة التي جعلت الأطفال أهدأ ليست بالتقليل من تناول الشوكولاتة ... ولكن بتقليل تلك المواد كلها وجعل الطفل يسير تحت نظامٍ غذائي متوازن . 
بل هناك دراسات تناقض هذا الأمر ... وهذا مثال فقد قامت مجلة : “Indian Jaurnal of ps. Chiatry”
بدراسة طفل شديد الحركة قام الباحثون معه بعلاج المكافآة على هدوئه بالشوكولاتة .

وفعلاً كانت النتائج واضحة بعد أسبوعين ... فمكافأة الشوكولاتة جعلته أكثر هدوءاً عن السابق.

4 ــ إن مشكلة السمنة مشكلة نفسية غذائية والإضطراب النفسي هو المسؤول الرقم واحد عنها ... وعدم التوازن الغذائي المسؤول الثاني ... وانعدام حرق الغذاء وقلة الرياضة ... هو المسؤول الثالث .

إن الشوكولاتة فيها سعرات حرارية مثلها مثل " الكيك " وكل أنواع الحلويات ... وسوء استهلاكها يؤدي إلى النتائج ذاتها مثل استهلاك أية مادة غذائية مثل المكسرات .

إذن الشوكولاتة يجب ألا يصب عليها جام الغضب !

بل هناك رأي معاكس وتوجد دراسة أخرى ... تؤكد أن الريجيم الذي يحوي شوكولاتة يجعل المرأة التي تقوم بالريجيم تأكل أقل بشكلٍ عام ولا تشعر بالحرمان ... قياساً لتلك المحرومة من الشوكولاتة في نظام ريجيمها .
إن المحروم من الشوكولاتة في نظام الريجيم أكثر قابلية لكسر الريجيم والعودة بشراهة أشرس لتناول كمياتٍ من الشوكولاتة وغيرها.

إن كمية معقولة من الشوكولاتة توفر سعراتٍ حرارية معقولة في جسم الإنسان.

5 ــ الشوكولاتة ليست مسؤولة عن تلف أسنان الإنسان العصري ... بل إن الجملة الأصح هي أن كثرة أكل السكريات بما فيها الشوكولاتة كانت سبباً في زيادة التسوس .

وعلاج الأمر يكون بتنظيف الأسنان بالفرشاة مباشرةً بعد تناول أية حلوى أو مضغ اللبان مباشرة.

يقول الدكتور الفرنسي “Harve Robert” الذي ألّف كتاباً في عام 1990 بهذا الخصوص :

" إن عادات الإنسان السيئة في إهمال أسنانة بشكلٍ عام هي سبب التسوس وليست الشوكولاتة "

6 ــ إن تهمة أن الشوكولاتة تسبب الكوليسترول هي تهمة ليس فيها أدنى قدر من الصحة .

إن الشوكولاتة مادة نباتية طبيعية والنبات ليس فيه كوليسترول فالكوليسترول موجود فقط في دهن الحيوان ...

أما الحليب الموجود في الشوكولاتة فإن نسبة الدهون فيه هي 7 مليجرامات في كل " أونس " حليب .

بينما اللحوم فيها 70 مليجرام في كل ثلاث " اونسات "

إن زبدة الكاكاو لا ترفع كوليسترول الدم مثل الدهون الموجودة في اللحوم ...فالدهن الموجود في زبدة الكاكاو قليل جداً .
بقي أن نقول إن كثيراً من الخدع التجارية تتم بإضافة دهن حيواني إلى الشوكولاتة ...لأنه أرخص ويوفر ربحاً سريعاً وعالياً للشركات .

وعلى المستهلك أن يصر على طلب الأجود والأصح ويستعين بجماعة حماية المستهلك من هذا الغش الحاصل في صناعة الشوكولاتة.

7 ــ الشوكولاتة ليست سبباً حقيقياً لا للصداع العام ولا للصداع النصفي ...أما ربط الصداع بالشوكولاتة ... فيعود إلى حقيقة أن بعض الناس عنده نقص في الأنزيم ...وهو مساعد جيد لهضم الأمنيونات الموجودة في الشوكولاتة .
لكن هذه الأمنيونات موجودة في الفواكة والمنتجات اللبنية والكحول ... وبـذلك فالذنب ليس ذنب الشوكولاتة...بل ذنب هذا النقص الذي قد يجعل أية مادة تتوافر فيها أميونات سبباً للصداع .

وفي دراسة دقيقة أجريت عام 1969 م في مجلة Journal of Neurology Neurosurgery and psychiatry “
تقول النتائج أن الشوكولاتة وحدها لا تسبب الصداع ... ولكن تناول أطعمة معينة معها يفعل ذلك .

8 ــ الشوكولاتة ليست مسؤولة عن حبوب الوجه المعروفة بـ " حب الشباب " فهذه رد فعل نضج الغدد الجنسية وفورة الغدد الدهنية في جسم المراهق نتيجة النضج .
وتقليل السكريات بشكل عام ... وليس فقط الشوكولاتة ..
وتقليل الدهون والغسيل بصابون معين وعدم اللعب بالوجه ... يخفف ذلك.

9 ــ مرة أخرى الشوكولاتة تؤخذ بجريرة كافيين القهوة والشاي ...إن الشوكولاتة مادة غذائية مثلها مثل كل المواد الغذائية ... وكثرة المبالغة بأخذها على حساب المواد الغذائية الأخرى تخلق ضرراً .

ولا يوجد بحث واحد يقول أن الشوكولاتة وحدها سبب في أي من مشاكل الحمل وصحة الجنين.
ــ الشوكولاتة لا تفتح باب الإدمانات الأخرى ... بل تقفلها بشكل أصح ! .
ودراسات كثيرة لا يعرف العلماء سرها الحقيقي تؤكد أن الشوكولاتة قد تقلل إدمان الكحول .

ففي دراسة قام بها الباحثان " Macllien & Willian “ في مجلة " كحول " وبالتجريب على فئران مدمنة الكحول
وجد أن تناول شراب الشوكولاتة بين هذه الفئران يقلل نسبة استهلاك الكحول إلى 73% عن المعدل السابق.

فهناك شيء ... مازال البحث جارياً عنه ... يجعل الجسد يقلل من انجذابه للكحول حين تتوافر الشوكولاتة .

11 _ نعم ... لا علاقة بين الشوكولاتة والكآبة ...لكن العلاقة لا تعني أن الشوكولاتة مسؤولة عن خلق حالة الكآبة ...بل إن استهلاك الشوكولاتة الكبيرة مؤشر على وجود كآبة عند الشخص .

وبالتالي يجب أن نشكر الشوكولاتة لأنها تكشف لنا وتشخص حالة الكآبة في الإنسان وتدعونا لمساعدته .

الدراسات المؤيدة لذلك كثيرة ... منها دراسة قامت بها مجموعة من الباحثين في مجلة Journal of Nerous and Mewial Diseas “ حيث أكدت الدراسة العلاقة ... وقالت إن الإنسان الكئيب يسعى إلى الشوكولاتة لتخفيف إحساس الكآبة عنده .

لأن مادة ثيوبروماين الموجودة في الشوكولاتة تخفف الكآبة وتجعل الإنسان أكثر حيويةً ونشاطاً .
وبالتالي تجعله يبتعد عن الكآبة ... كما أن مادة الشوكولاتة ترفع في جسم الإنسان مادة " السسيرتونين " Serotonin “وهي مادة ترفع الروح والمزاج ... وبذلك يجب أن نشكر الشوكولاتة لأنها جرس إنذرا لأنقاذ شخص مكتئب.

ولعل الذين انتحروا لم يجدوا أحداً يساعدهم على علاج كآبتهم ... وسببها الرئيسي ... ولم يجدوا إلا شخصاً يراقب استهلاك الشوكولاتة عندهم وينتقدهم.

12 ــ الشوكولاتة مادة غذائية متعددة ... فيها السكريا والنشا والماغنيسيوم والبروتين ...واذا وضعت فيها نكهات ومواد أخرى ... يتوافر فيها عدد لا بأس به من الفيتامينات .

وهي قابلة لإحداث إحساس بالشبع وإعطاء الجسم طاقة جيدة ...
ويكفي أن دهن الكاكاو أو زبدة الكاكاو طبيعيان وصحيان.
ولكن إضافة إلى هذه المكونات الغذائية ... فإن الشوكولاتة مادة جيدة في علم الصيدلة ... حيث مكوناتها كلها بشكلٍ عام ... وزبدة الكاكاو بشكلٍ خاص ... تفيد في صناعة أنواعٍ كثيرة من الدواء .
أضف إلى ذلك أنها مادة جيدة في صناعة كثير من مواد التجميل ...وهي مادة طيبعية لتوضع على الوجه و جلد الإنسان بشكل عام .
سيكولوجية الشوكولاتة

علماء النفس يكادو أن ينكروا الدور الفسيولوجي للشوكولاتة
ويرون أن الشوكولاتة مسألة نفسية مرتبطة بالطفولة كمتعة وكمكآفأة وكحرمان .... إلخ

من سلبيات وإيجابيات تجارب الطفولة

إن الحديث عن سيكولوجية الشوكولاتة يطول ... وإن كنا لا ننكر أن الشوكولاتة فيها أمرٌ مرتبط بالفطرة باللذة في مرحلة الطفولة ... وفي اعتقادي أن إحدى مراحل الطفولة الطبيعية هي متعة الإتساخ .
فلذّة اللعب بالطين لا تختلف عن لـــذّة اللعب بالشوكولاتة...
وإن كانت للشوكولاتة ميزة كونها حلوة المذاق والطين لا يؤكل .

إن الطفولة فيها متعة الإتساخ المقبول ... وحين النضج يضطر الإنسان إلى أن يكون مهذباً ومؤدباً ...لربما كان قادراً على السير حافياً على الشاطئ بلا نقد من قبل الآخرين .

لكن الإنسان حين ينضج يحرم عليه أن يدمر وجهه بالشوكولاتة !
الشوكولاتة ثمرة محرمة على الطفل ... وتكبر معه عقدة " الممنوع المرغوب " وهي حادة ا لطعم وقوية المذاق وحلوة .
لــذا تبقى في ذاكرة الطفل كمادة متعة ... ولعل أحد أسرار متعة أكل الشوكولاتة هو حالة الذوبان السريع ... ولعلها هي أكثر مادة تذوب مع حرارة الجسم ...ما يجعل لأكلها لـذة خاصة تختلف عن عملية المضغ والعلك لكثير من المواد الأخرى ..

وهي مادة حين تمر بالبلعوم تنزل بلـذة ذوبان عجيبة تشبه المساج !
لكن الإرتباط النفسي العجيب بين الإنسان والشوكولاتة أكبر من ذلك بكثير ...ولعلنا من أجل محاولة الوصول إلى مدى هذه العلاقة ... سنطرح بعض الأسئلة علنا نجد من الأبحاث التي عملت بهذا الخصوص إجابة ما .

1 ــ هل الشوكولاتة مرتبطة بشراهة الطعام ؟

منطقياً .... أغلب المصابين بمرض شراهة الطعام ... أي فئة البوليميا " Bulimia “ وهي الفئة التي تسعى إلى حشو بطنها بالأكل إلى درجة الألم ...هي فئة تأكل أي شيء وبشراهة وأمر عادي أن تكون الشوكولاتة من ضمن ما تأكل .
ولكن حين الحديث عن الفئة العاشقة للطعام ... ولكن ليس لدرجة المرض ...أي الفئة التي تتذوق الطعام نجد أن هذه الفئة تتذوق الطعام وتملك نزعة اختيارية .
وإن كانت الدراسات تثبت أن أغلب متذوقي الطعام هم من النساء ... وأن الشوكولاتة ... فعلاً ... إحدى الأكلات المتذوقة بشكل جيد .
ولكن نخاف هنا أن يحدث لبس فيرتبط بالـذهون أن الشوكولاتة فقط هي من طباع ذوي الوزن الثقيل ... والحقيقة أن متذوقي الشوكولاتة والذين يملكون شراهة لها قد يكونون في منتهى النحافة !

2 ــ هل عشق الشوكولاتة مسألة وراثية واستعدا بيولوجي أم نتاج تربية ؟

هناك اتفاق عام على أن حبنا لأكلٍ ما غالباً يكون نتاج أمرين :

الإستعداد البدني الموروث ... والتربية معاً أو أحدهما .

في دراسة على عشاق " الحلو " أو ما يعرف بالإصطلاح الغربي بظاهرة " الضرس الحلو " قامت مجلة Applied Psychology “ بعمل دراسة على الناس في تناولها لــ " الحلو " فوجدت أن هناك استعداداً جسدياً بين عشاق " الحلو " بما في ذلك الكاكاو .
وإن بعض الناس في الجينات يولد بهذا الإستعداد ... إذن بعضنا قد يحرضه استعداد بدنه لتناول الشوكولاتة رغماً عنه .

غير أن مجلة Appetite “ درست مشاكل عشاق الشوكولاتة ومدمنيها ... فوجدت أن النسبة الساحقة منهم جاؤوا من أسرٍ إما يحبون الشوكولاتة بشكلٍ كبير أو بشكل عام من عشاق " الحلو "
وبالتالي فالطفل الذي يتربى في بيت يلتهم حلويات ... يصبح الأمر عنده في ما بعد عادة غذائية خلقتها التربية.

3 ــ هل الشوكولاتة سلوك طفولي ؟

نميل إلى الإعتقاد بأن الشوكولاتة أو عشق الشوكولاتة أمر طفولي بحت ... وأن الكبار حين يتناولون أو يعشقون الشوكولاتة فهم يسلكون مسلك أطفال ... والحقيقة أن هذا الأمر فيه قدر قليل جداً من الصحة .

صحيح أن الشوكولاتة مرتبطة بالطفولة ... لأن طبيعة الطفل يحب كل ما هو " حلو " ...لكن الشوكولاتة غذاء عام وجيد لأي مرحلة عمرية .. وربطها بالطفولة يعود لأنها في تربيتنا مرتبطة بالمكافأة والحرمان.
فالأم تعاقب الطفل الشقي بحرمانه من الشوكولاتة وتكافئه إذا عمل عملاً جيداً بإعطائه الشوكولاتة .

والشوكولاتة مرتبطة بطعام لذيذ سلس البلع ... إنه لـــذة .. ولكنها ليست للطفولة فقط .

والحقيقة أن الإنسان يضع حواجز وحدود للسلوك حتى الغذائي منها ...فحتى الــ " آيس كريم " هو أحد تلك الأغذية المرتبطة بالطفولة والتي يستنكر الناس أن يشاهدوا الكبير يلحسها !

وبعض المجتمعات قد يبالغ في ذلك كثيراً ... وللأسف فإن الإنسان الناضج قد يكون ضحية تقاليد عنصرية لا داعي لها .
في دراسة قامت بها مجلة مختصة في البحث عن فنون الإعلان هي Journal of Advertizing Research “
وجدت أن وضع مكسرات في الشوكولاتة ساعد في جعل الكبار يشترون الشوكولاتة أكثر ...وذلك لأن المكسرات مرتبطة بالنضج والكبار.
ــ هل أكل الشوكولاتة أو حب الشوكولاتة أمرٌ نسائي فقط وليس أمراً رجالياً ؟

سنتحدث لاحقاً بشكل تفصيلي عن " النساء والشوكولاتة "
لكن الدراسات العلمية تؤكد أن المرأة تميل إلى أكل الشوكولاتة أكثر من الرجل .

ومن الدراسات الموضحة لهذا الأمر ... دراسة قامت بها مجلة " Appetite “ على طلبة كلية ... وكان عدد الذكور في الدراسة 380 ذكراً وعدد الإناث 758 أنثى ...والدراسة وجدت أن 97% من الرجال و69% من الإناث فقط يشعرون بإلحاح نحو المواد الغذائية ...والشوكولاتة كانت الإلحاح الرقم واحد عند النساء بينما كان اللحم الإلحاح الرقم واحد عند الرجال .

وأن إشباع إلحاح الشوكولاتة يجعل 87% من الإناث يشعرون بـلذة الإشباع ...أما الرجل بالإنسياق لإلحاح اللحم لا يعطي إلا لــذة عند 58%.

في دراسة أخرى قامت بها الباحثتان “ Panghorn & Hely”في مجلة “Appetite” على نساء في المرحلة العمرية ما بين 16 ـ 31 سنة وجدت أن المرأة في هذه المرحلة تملك شراهة كبيرة للـ " حلو " وبالذات للشوكولاتة .

وفي دراسة أجرتها مجلة Journal Psychosomatic Research وجدت أن أكثر من 40% من النساء يشتهين الشوكولاتة قبيل الدورة الشهرية .

وفي فترة الريجيم ... وفي أي حال يحدث فيها تقلب مزاجي
ومجلة Journal of Nerous and Memtal Disease قامت بدراسة وجدت أن " الحلو " مرتبط بكآبة المرأة ... فكلما اكتأبت المرأة ازداد استهلاكها للشوكولاتة .

وفي دراسة لطيفة قامت بها مجلة Psychological Mdeicine لمعرفة كهربائية الجلد وعلاقتها بالطعام ...
وجدت أن جلد النساء يتجاوب بسرعة أكبر مع الكهرباء حين ظهور أي طبق شوكولاتة أمامهن !

نعم .......نعم ........ نعم ....... الشوكولاتة سلوك نسائي أكثر منه سلوك رجالي!!!

5 ــ هـل الإنسـان هـو المخلـوق الـعاشق للشوكولاتة أم يشاركه الحيوان في ذلك ؟

كل الدراسات الخاصة بالحيوان ... سواء من علم الحيوان أو علم نفس الحيوان ... تؤكد أن الحيوانات والطيور تعشق الشوكولاتة ... ولعلنا نذكر أن أحد أعداء شجرة الكاكاو هي القردة والعـصافير التي تستمتع بأكل البذور والثمرة.

في دراسة عن الأكلات المفضلة للشامبانزي ... وُجِد أن الشوكولاتة تأتي الغذاء الرقم واحد.

وهناك دراسة أخرى تم فيها تعريض الشمبانزي لخدع كثيرة بوضع طعام متنوع في صينيات مختلفة ... ولكن كمية الكاكاو الموجودة مع الأغذية الأخرى كانت تختلف من صينية إلى أخرى ...وكان الشمبانزي يختار دائماً المتوافر فيها شوكولاتة أكثر .

فالطيور والحصان ... وحتى الحيوانات البحرية المتدربة والفيل في السيرك ... كلها تعتبر عاشقة للشوكولاتة .

6 ــ هـل صحيح أن الإنجذاب للشوكولاتة يعود أساساً لشكلها المغري وتعلبها ؟

الشوكولاتة نفسها كلون بني ليست جذابة بحد ذاتها ...
ولكن ربما المكسرات هي المؤثرة فشكلها من ناحية الطول والنقوش مع المكسرات يؤثر .

وإن كانت هناك دراسة قامت بها الباحثة Sandra File على الشوكلاتة المفضلة بين إناث وذكور الفئران ... فوجدت أن درجة لون الشوكولاتة لم تؤثر في ذكور الفئران

في حين إناث الفئران تفضل الشوكولاتة البيضاء والشوكولاتة ذات اللون البني بالحليب ...حيث تفضلها على الشوكولاتة ذات اللون البني الغامق .

بالنسبة إلى الإنسان فيبدو أن تجريب الطعم هو الأساس وليس لون الشوكولاتة ...ما يؤثر في الإنسان أكثر هو شكل التغليف ولون الورق ومستواه .
فكلما كان التغليف مغرياً ولونه من ألوان الشخص المفضلة كان الميل والتفضيل له أكبر .

يتبع إن شاء الله 
منقول للامانه  
   
 
 
  
  
 
 
 
  
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق