إنها سيدة
ضيافتنا العربية إنها ملكة سوداء لا تصح أي ضيافة من غيرها مهما كبرت أو
صغرت مع تعدد نكهاتها وطرق صنعها أو ضررها ومنافعها تبقى القهوة العربية هي
أساس كل ضيافة
تعتبر القهوة المشروب الأول على المستوى العالمي ويكاد لا يخلومجتمع منها على حسب إختلاف طرقها وتسمياتها..
لكن ماهوالتاريخ الفعلي لها؟
وأين أكتشفت؟
لكن ماهوالتاريخ الفعلي لها؟
وأين أكتشفت؟
فلنبحرقليلا في عالم القهوة....
أسطورة نشأتها....
أسطورة نشأتها....
تقول الأسطورة
:انه في قديم الزمان وتحديدا في عام850 م عاش في جبال الحبشة راعي ماعز
يدعى كلدي ولاحظ الراعي إن ماشيته تصبح أكثرنشاطا وحيوية حتى انها لاتنام
عندما تأكل من ثمار نوع معين من الأشجارالبرية ..
ونقل
هذا الراعي ملاحظته الى شخص يشكو إليه عدم قدرته على السهر ليلا فكان ذلك
هو الإكتشاف الأول لثمار شجرة البن وأثرها المنبه والمنشط على من
يتناولها...
ظهرت القهوة
العربية أول ما ظهرت في اليمن على يد علماء الصوفية وقد إختلف المؤرخون في
أول من إكتشفها وإستخدمها كشراب وتشير بعض المراجع الى ان ذلك يعود الى
الفقيه الصوفي علي بن عمر الشاذلي المتوفى سنة (821)هـ .
كما تشير بعض
المراجع الأخرى الى ان إكتشاف القهوة يعود الى العلامة جمال الدين الذبحاني
ويقال في سبب إظهاره لها على انه كان عرض له أمر إقتضى له الخروج من عدن
الى بر عجم فأقام بها مدة فوجد اهلها يستعملون القهوة ولم يعلم لها خاصية
ثم عرض له لما رجع الى عدن مرض فتذكر القهوة فشربها فنفعته فيه, وإنه لما
سلك طريق التصوف صار هو وغيره من الصوفية بعدن يستعينون بشربها, ثم تتابع
الناس أجمعون والفقهاء والعوام على شربها للاستعانة بها على مطالعة العلم وغير ذلك من اهل الحرف والصناعات
الناس أجمعون والفقهاء والعوام على شربها للاستعانة بها على مطالعة العلم وغير ذلك من اهل الحرف والصناعات
ولكن تاريخ
القهوة المدون لدينا فقد دون له الطبيب العربي الرازي في كتابه الطبي
الحاوي ولكن فقد هذا الكتاب بمرور الزمن وبقيت لنا شهادة ممن نقلوه إلينا
أما أقدم نص على ذلك فهو كتاب القانون في الطب للعالم الشهيرابن سينا وضمن
له في كتابه فصل كامل عن _البن_القهوة
كان البن ينبت بريا في الحبشة وبعض أجزاء اليمن حتى القرن الثاني عشرالميلادي
وفي وقت
غيرمعلوم من في ذلك الزمن إكتشف اليمنيون ان عملية تحميس بذور البن وسحقها
تسمح لها بتحرير أفضل لنكهتها وطعمها في الماء المغلي
وفي القرن
الرابع عشر الميلادي سجل في اليمن أول إستعمال غير طبي للبن ومن المرجح أن
زراعته بدأت ذلك الوقت لتلبية الحاجة الملحة المؤدية الى استعماله من قبل
العامة..
وفي مطلع القرن
السادس عشر كان شرب القهوة قد راج على نطاق واسع وإنتقل على أيدي الحجاج
الى القاهرة ودمشق وإنتشرت فورا ظاهرة تخصيص أماكن عامة لشرب القهوة تعرف
بالمقاهي..
فلقد ظهرت في
مصر في حارة الجامع الأزهر وكانت تشرب برواق اليمن الموجود في نفس الجامع
من قبل اليمنيين ومن كان يسكن معهم في رواقهم من أهل الحرمين الشريفين,
وكانوا يشربونها كل ليلة إثنين وجمعة يضعونها في إناء كبير من الفخار
الأحمر ويغرف منه بإناء صغير ليوزع على الحاضرين.
وقد كانت القهوة قد ظهرت في مكة وتفشت بالمدينة المنورة بحيث ان الناس يطبخونها في بيوتهم كثيرا
وشكل الأثر المنبه للقهوة وما كان يدور على ألسنة العامة من مبالغات حول تأثيرها الجانبية مسألة اثارت العلماء
وأفتى بعضهم في مكة المكرمة عام 1511م 917هـ الى تحريمها
ولكن التحريم لم يدم أكثر من عام اذا أن الأبحاث حولها التي قام بها العلماء في الحجاز والقاهرة أكدت لهم مساوئ القهوة ليست على مستوى الخطورة الموجبة لتحريمها فأصدرالسلطان قانصوه الغوري مرسوما يمنع بعض أشكال شرب القهوة والدوران بها في الأسواق ولم يمنع تعاطيها بالكامل...
ولكن التحريم لم يدم أكثر من عام اذا أن الأبحاث حولها التي قام بها العلماء في الحجاز والقاهرة أكدت لهم مساوئ القهوة ليست على مستوى الخطورة الموجبة لتحريمها فأصدرالسلطان قانصوه الغوري مرسوما يمنع بعض أشكال شرب القهوة والدوران بها في الأسواق ولم يمنع تعاطيها بالكامل...
وفي عام1554م
وصل الى اسطنبول تاجرين أحدهما سوري من حلب والآخر من دمشق وافتتحا أول
مقهى وإتشرت من بعد ذلك المقاهي بشكل كبير جدا ففي حلول عام1570م كان عدد
المقاهي في اسطنبول حوالي 600مقهى؟؟؟
في عام1609سجل أول إتصال أوروبي بالبن وتجارته من خلال شركة الهند الشرقية
الشهيرة في مرفأ يمني أعطى إسمه لاحقا للبن ((المخا))وبعد ذلك بسبع سنوات حصل التاجر الهولندي بيترفان دربروك على بضع نبتات صغيرة من اليمن ونقلها الى أمستردام لزراعتها هناك ومحاولة نشرها واكثارها...
ومن ثم إنتشرت في فرنسا بشكل سريع جدا حيث لم ينقض القرن السابع عشرالميلادي حتى إنتشرت المقاهي في جميع العواصم الأوروبية حتى أن الموسيقار جوهانس سيباستيان باخ ألف سنة1734م أغنية ((القهوة)) وفي عام 1780م أصبحت فرنسا المنتج العالمي الأول للبن بفضل زراعتها لها في جزرالأنتيل
وفي عام 1727م قام بعض اللصوص بسرقة بعض الشتلات للبن من غويانا الفرنسية الى البرازيل البرتغالية حيث زرعوها هناك وفي عام1900م أصبحت البرازيل تنتج وحدها نحو90في المئة من محصول البن عالميا وفي العصر الحديث تم إكتشاف عدة أنواع مساعدة للقهوة تصنيعية من أبرزها البن السريع الذوبان وغيرها...
أشكال تحضير القهوة:
تبدأ طريقة تحضير القهوة بفصل نواة ثمر البن عن القشر ومن ثم حمسها وطحنها وإستخراج محتويات المسحوق ونكهته وغليه بالماء
إختلافات تحضير القهوة:
الإختلاف دائما يكون في المذاق والنكهة ويكون عند حمس بذور البن في وعاء معدني خفيف فوق نار خفيفة ففي الجزيرة العربية يميل الحمس الخفيف جدا بحيث يبقى اللون مائلا الى الأصفر أوالحمس المتوسط فيتحول من اللون الأخضر الشاحب الى
اللون البني الفاتح((الأشقر)) وهناك الحمس القوي الذي يحول البذور الى اللون البني الداكن الأقرب الى السواد.
هذا الحيوان ثديي ومتسلق للأشجار يعدونه لآكل للحوم والنباتات معاً، فهو يتغذى على أنواع من الفاكهة مثل المانجو والحشرات الصغيرة
ولكنه يحب ثمار القهوة والتي ينتقيها بعناية بالغة وباهتمام شديد ... وعند تناوله لثمار القهوة الحمراء الشبيهة بالكرز يخرج حبوب القهوة مع فضلاته في أراضي الغابات الأندونيسية بجانب مزارع القهوة ...
فيقوم المزارعون أو العاملون بانتقاء هذه الحبوب وغسلها وتحميصها لصنع أفضل وأثمن قهوة في العالم ...
الشهيرة في مرفأ يمني أعطى إسمه لاحقا للبن ((المخا))وبعد ذلك بسبع سنوات حصل التاجر الهولندي بيترفان دربروك على بضع نبتات صغيرة من اليمن ونقلها الى أمستردام لزراعتها هناك ومحاولة نشرها واكثارها...
ومن
جهة أخرى من أوروبا فكان ان حمل سفير السلطان العثماني عادة شرب القهوة
الى فيينا حيث أطلع عليها الطبقة الأرستقراطية النمساوية في عام 1665 م وفي
عام 1669م قام سفير آخر للسلطان العثماني لدى فرنسا بتعريف الفرنسيين على
القهوة وطرق تحضيرها وشربها
ومن ثم إنتشرت في فرنسا بشكل سريع جدا حيث لم ينقض القرن السابع عشرالميلادي حتى إنتشرت المقاهي في جميع العواصم الأوروبية حتى أن الموسيقار جوهانس سيباستيان باخ ألف سنة1734م أغنية ((القهوة)) وفي عام 1780م أصبحت فرنسا المنتج العالمي الأول للبن بفضل زراعتها لها في جزرالأنتيل
وفي عام 1727م قام بعض اللصوص بسرقة بعض الشتلات للبن من غويانا الفرنسية الى البرازيل البرتغالية حيث زرعوها هناك وفي عام1900م أصبحت البرازيل تنتج وحدها نحو90في المئة من محصول البن عالميا وفي العصر الحديث تم إكتشاف عدة أنواع مساعدة للقهوة تصنيعية من أبرزها البن السريع الذوبان وغيرها...
أشكال تحضير القهوة:
تبدأ طريقة تحضير القهوة بفصل نواة ثمر البن عن القشر ومن ثم حمسها وطحنها وإستخراج محتويات المسحوق ونكهته وغليه بالماء
إختلافات تحضير القهوة:
الإختلاف دائما يكون في المذاق والنكهة ويكون عند حمس بذور البن في وعاء معدني خفيف فوق نار خفيفة ففي الجزيرة العربية يميل الحمس الخفيف جدا بحيث يبقى اللون مائلا الى الأصفر أوالحمس المتوسط فيتحول من اللون الأخضر الشاحب الى
اللون البني الفاتح((الأشقر)) وهناك الحمس القوي الذي يحول البذور الى اللون البني الداكن الأقرب الى السواد.
وطريقة اعداد
وتحضيرها فتتم بدق بذور البن ودقه بالمهباش((المحماس)) ثم توضع بعد ذلك في
الدلال وتغلى على النار بعد وضع الماء وتعطربقليل من الهيل
وأماالطريقة
الشائعة في العالم لتحضير القهوة هوالغلي على الطريقة
المسماة((التركية))حيث يغلى الماء ثم يضاف إليه مقدار معين من البن المطحون
ويضاف إليه السكر وتحرك القهوة عند غليانها مرات عديدة كي تذوب قشدة التي
تظهر على السطح وتترك لمدة بسيطة تترسب وتبقى في الأسفل
وتقدم في الفناجين بعد تصفيتها من القشدة
وتقدم في الفناجين بعد تصفيتها من القشدة
أغلى انواع القهوة ثمنا:
أغلى أنواع
القهوة أوالبن هو ذلك النوع المسمى ((كوبي لواك))الأندونيسي النادرجدا
المكتشف عام 1994م وقد إشتراه سمسارهولندي 35 كيلوغرام منه بمبلغ وقدره
سبعة آلاف دولار
هذه القهوة لا تقطف من الأشجار ولكن تخرج من معدة حيوان صغير شبيه للقط وإبن عرس ... (يستخرج البن من فضلاته وأقذاره)
هذه القهوة لا تقطف من الأشجار ولكن تخرج من معدة حيوان صغير شبيه للقط وإبن عرس ... (يستخرج البن من فضلاته وأقذاره)
هذا الحيوان ثديي ومتسلق للأشجار يعدونه لآكل للحوم والنباتات معاً، فهو يتغذى على أنواع من الفاكهة مثل المانجو والحشرات الصغيرة
ولكنه يحب ثمار القهوة والتي ينتقيها بعناية بالغة وباهتمام شديد ... وعند تناوله لثمار القهوة الحمراء الشبيهة بالكرز يخرج حبوب القهوة مع فضلاته في أراضي الغابات الأندونيسية بجانب مزارع القهوة ...
فيقوم المزارعون أو العاملون بانتقاء هذه الحبوب وغسلها وتحميصها لصنع أفضل وأثمن قهوة في العالم ...
هذا الحيوان
الصغير يساعد على تخمر وتفكيك بروتينات حبوب القهوة عن طريق الأنزيمات
والمواد الكيميائية التي تفرزها معدته أثناء مرور هذه الحبوب في جهازه
الهضمي
هذه القهوة تقدم في كل من المقاهي الآتية:
ستاربكس .. كوستا .. لي نوتر ...هيدريارد
وغالبية المقاهى العالمية المعروفة
هذه القهوة تقدم في كل من المقاهي الآتية:
ستاربكس .. كوستا .. لي نوتر ...هيدريارد
وغالبية المقاهى العالمية المعروفة
أدوات إستخدام القهوة:
أوعية تختلف بتطابق تسمياتها في البلدان العربية
ففي الشام تسمى الركوة
وفي مصر الكنكة
وفي اسطنبول تسمى كزفي التي تصنع من النحاس
ولكن أشهر الأدوات المستخدمة في تقديم وصنع القهوة هي...
الدلة
أوعية تختلف بتطابق تسمياتها في البلدان العربية
ففي الشام تسمى الركوة
وفي مصر الكنكة
وفي اسطنبول تسمى كزفي التي تصنع من النحاس
ولكن أشهر الأدوات المستخدمة في تقديم وصنع القهوة هي...
الدلة
وتعتبرالدلة
تحفة فنية بديعة في غاية الدقة في الصنع وتختلف صناعاتها ومسمياتها وتعود
صناعتها الى القرن السادس عشرالميلادي ولكنها لم تكتمل دقتها في الصناعة
إلا في القرن التاسع عشر
أنواعها:
أنواعها:
1-الصالحانية:
وتتميز بفوهة واسعة متناسبة وتعود تسميتها الى مبتكرها وهو محمد آغا الصالحاني الدمشقي في القرن التاسع عشر الميلادي
2-البغدادية أوالرسلانية :
وهي صغيرة القاعدة وفوهتها متناسبة السعة مع قاعدتها وتنسب الى أبوحسن رسلان في دمشق وهي المنتشرة حاليا
3-الحساوية:
نسبة الى منطقة الأحسا وتشبه البغداية من حيث الشكل الى أن الخصر أكثر تحدبا وعامودها أقصر
نسبة الى منطقة الأحسا وتشبه البغداية من حيث الشكل الى أن الخصر أكثر تحدبا وعامودها أقصر
4-الاسطنبولي:
ونشأ في
العاصمة العثمانية ومنها إنتقل الى البلاد العربية وتتميز بقاعدة عريضة
أشبه بتطابق صحنين ونصف الدلة الأعلى أشبه بإسطوانة صغيرة القطر
إعتبارات خاصة للقهوة عند العرب:
للقهوة العربية مكانة خاصة جدا في قلب الانسان العربي وخاصة البدوالذين إشتهروا
بالكرم وإكرام الضيف ومساعدة المحتاج فهي لديهم رمز وطقس خاص من طقوس الضيافة الخاصة في الكرم والإحسان للضيف القادم إليهم
بالكرم وإكرام الضيف ومساعدة المحتاج فهي لديهم رمز وطقس خاص من طقوس الضيافة الخاصة في الكرم والإحسان للضيف القادم إليهم
فالترحيب بمن يحل ضيفاً على مضارب العرب البدو أو يدخل مضافاتهم ومجالسهم يدرك معنى القهوة في ضيافاتهم
فهي رمز الإحتفاء والترحيب
حيث يتربع موقد نارها في مقدمة المجلس حيث يقوم بالعناية بها على مدار اليوم لتكون دافئة بحرارة اللقاء وجاهزة لإستقبال الضيف الجديد.
حيث يتربع موقد نارها في مقدمة المجلس حيث يقوم بالعناية بها على مدار اليوم لتكون دافئة بحرارة اللقاء وجاهزة لإستقبال الضيف الجديد.
وتقدم القهوة
العربية للضيف بعد السلام عليه وإستمراره في جلسته حيث يصب له فنجان ويقدم
له باليد اليمنى ويتناوله الضيف باليد اليمنى أيضا ويهزه عندما يعيده إشارة
الى الإكتفاء والشكر والثناء
وفي بعض الأحيان وعندما يأتي الضيف في طلب أو عتاب لا يشرب قهوة مضيفه بل يضعها أمامه حتى يسأله المضيف سبب الطلب أو العتاب ويستجيب لرغبة الضيف.
وفي المجالس الكبيرة ومضافات كبار القبيلة ووجهائها لا تستقر فناجين القهوة فهي تدور عند مقدم كل ضيف جديد
وفي بعض الأحيان وعندما يأتي الضيف في طلب أو عتاب لا يشرب قهوة مضيفه بل يضعها أمامه حتى يسأله المضيف سبب الطلب أو العتاب ويستجيب لرغبة الضيف.
وفي المجالس الكبيرة ومضافات كبار القبيلة ووجهائها لا تستقر فناجين القهوة فهي تدور عند مقدم كل ضيف جديد
يرتبط اسم جمال الدين أبوعبدالله محمد بن سعيد الذبحاني بتاريخ القهوة في الجزيرة العربية.
عاش الشيخ الذبحاني في منتصف القرن التاسع الهجري (منتصف القرن الخامس عشر الميلادي) وهو أول من أدخل هذا المشروب إلى الجزيرة العربية. وبالتالي يمكن أن نقول مطمئنين أن القهوة بكل أشكالها لم تكن معروفة لأهل الجزيرة العربية قبل هذا التاريخ.
كان الشيخ الذبحاني يتولى رئاسة الإفتاء في عدن، تعرض عليه الفتاوى التي تتعرض للنوازل يجيز ما يراه، وينقض أو يصحح ما يحتاج إلى تصحيح. وكان أيام عمله ذاك على علاقة بالحبشة، وربما أنه تعاطى التجارة مع تجار الحبشة.
لذا نجده يسافر إلى هناك، وتعرف على مشروب القهوة، وارتاحت لها نفسه. وبعد عودته أصيب بمرض جعله يتذكر مشروب القهوة، فأرسل من جلبها له. فطفق يصنعها كما كان يصنعها الأحباش، وسقاها لخاصته وأهل بيته وعرفوا مقدار أثرها على الجسم الواهن والذهن المكدود.
لقد بقيت القهوة محدودة الانتشار في اليمن، ولقيت معارضة من مشايخها، وعدوه مشروباً جديداً ومبتدعاً لا يتناسب مع مروءة الرجل. أما الشيخ الذبحاني فقد انتهى أن أصبح من المتصوفة، وترك القضاء والإفتاء، ولازم شرب القهوة، وهذا سبب آخر زاد من عدد معارضيها.
لكن
القهوة أصبحت من لوازم الصوفية، لأنها تساعدهم على السهر وقيام الليل.
وبعد مدة لا تتجاوز العقد بدأ بعض المزارعين في زراعة شجرة القهوة بسبب
انتشار شربها بين الطبقة العليا في اليمن، ثم قلدتهم العامة خصوصاً طلبة
العلم الذين يحتاجونها لمساعدتهم على السهر.
ومن اليمن انتقلت القهوة إلى مكة، وعارضها رجال الدين معارضة شديدة، وأصدر بعضهم الفتاوى التي تحرمها، وعدوها من جنس المسكرات والمثبطات. وقالوا إنها تسبب العلل في الأبدان والضعف في العقول.
وانقسم الناس بسببها إلى قسمين، وكثرت الفتن والمواجهات خصوصاً عندما أيد بعض الفقهاء فريق المحللين للقهوة، واستعان بعض الفقهاء بالسلطة السياسية، وطال النزاع طويلاً، ولا داعي لاستعراض ذلك النزاع في هذا الحديث. لكن المعارضين اخترعوا حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من شرب القهوة يحشر يوم القيامة ووجه أسود من أسافل أوانيها.
ولعل شهرة القهوة وانتشارها في بقية الأمصار الإسلامية حدث عندما ظهرت القهوة لأول مرة في مصر في مطلع القرن العاشر الهجري. لقد جلبها اليمانيون إلى رواقهم في الجامع الأزهر، وكان طلاب اليمن وما جاورهم في الرواق اليمني يسهرون للدراسة وترديد الأذكار وينشدون المدائح النبوية، ويستعينون على مغالبة النعاس بشرب القهوة.
ولقيت القهوة معارضة علماء مصر، وأصدر بعضهم فتاوى تحرمها، ومع هذا بقيت معارضة مصر اخف وطأة من معارضة الحجاز.
وكانت العلاقة المتنوعة بين الحجاز واليمن ومصر قوية ومتشابكة، ونلمح أن مشروب القهوة انتشر في عموم اليمن، لكنه في مكة يصادف عاماً تحرم فيه القهوة، وآخر تحل فيه، والشيء نفسه يقال عن مصر.
وحدث في بعض الأعوام التي سُمح بمشروب القهوة أن قُدمت لزوار البيت العتيق جنباً على جنب مع ماء زمزم، وحدث في الأعوام التي حرمت فيها القهوة أن أقيم الحد الشرعي على شاربها وبائعها، فقد عزر أولئك وطوف بهم في شوارع مكة، وكبس
العسس على المقاهي وبيوت القهوة وخربت وكبس على المرتادين وأخرجوا وقد شدوا وثاقهم بالحبال والحديد، ثم يتم جلدهم في الميادين العامة ويسجنون المدد المقررة.
ومن مصر والحجاز انتقلت القهوة إلى القسطنطينية ثم البندقية في القرن السابع عشر الميلادي. ثم إلى سائر أوروبا. وافتتح أول مقهى في انجلترا سنة 1652م. ولقيت القهوة معارضة في انجلترا وألمانيا ولكنها معارضة يسيرة.
ارتبطت القهوة بالصوفية، حيث اتخذها أغلبهم بديل المشروبات التي قد يدخلها التخمر، وارتبطت بشرب التنباك، لهذا نظر إليها أهل نجد وبقية عموم الجزيرة نظرة متوجسة. وصدرت فتاوى في نجد تحرم مشروب القهوة. ومنع الناس من جلبها من الحجاز عند عودتهم من الحج.
وتأخر
وصول القهوة إلى نجد، وعرفت على نطاق ضيق جداً في نهاية القرن الثاني عشر
الهجري. ولم تنتشر وينسى الناس الفتاوى التي تحرمها إلا مع اتصال أهل نجد
بأهل مصر وأهل الشام أيام الدولة السعودية الأولى.
ومع هذا بقيت القهوة ممنوعة من دخول مساجد نجد إلى منتصف القرن الثالث عشر الهجري. ثم انتقلت القهوة من النقيض إلى النقيض فأصبحت تقدم في مساجد نجد وفي شهر رمضان المبارك. وسبحان مغير الأحوال.
والآن القهوة تعيش عصرها الذهبي حيث تنتشر بيوت القهوة في كل مكان. وتفنن الناس في صنعها. وزادت البرازيل وغيرها من الدول من زراعتها. وهي تلعب دوراً اجتماعياً كبيراً. وهي لعبت أدواراً سياسية خطيرة منذ القرن السابع عشر إلى القرن العشرين الميلاديين. حدث ذلك في المشرق العربي وأوروبا. ولعل لي عودة للحديث عن تلك الأدوار.
عاش الشيخ الذبحاني في منتصف القرن التاسع الهجري (منتصف القرن الخامس عشر الميلادي) وهو أول من أدخل هذا المشروب إلى الجزيرة العربية. وبالتالي يمكن أن نقول مطمئنين أن القهوة بكل أشكالها لم تكن معروفة لأهل الجزيرة العربية قبل هذا التاريخ.
كان الشيخ الذبحاني يتولى رئاسة الإفتاء في عدن، تعرض عليه الفتاوى التي تتعرض للنوازل يجيز ما يراه، وينقض أو يصحح ما يحتاج إلى تصحيح. وكان أيام عمله ذاك على علاقة بالحبشة، وربما أنه تعاطى التجارة مع تجار الحبشة.
لذا نجده يسافر إلى هناك، وتعرف على مشروب القهوة، وارتاحت لها نفسه. وبعد عودته أصيب بمرض جعله يتذكر مشروب القهوة، فأرسل من جلبها له. فطفق يصنعها كما كان يصنعها الأحباش، وسقاها لخاصته وأهل بيته وعرفوا مقدار أثرها على الجسم الواهن والذهن المكدود.
لقد بقيت القهوة محدودة الانتشار في اليمن، ولقيت معارضة من مشايخها، وعدوه مشروباً جديداً ومبتدعاً لا يتناسب مع مروءة الرجل. أما الشيخ الذبحاني فقد انتهى أن أصبح من المتصوفة، وترك القضاء والإفتاء، ولازم شرب القهوة، وهذا سبب آخر زاد من عدد معارضيها.
ومن اليمن انتقلت القهوة إلى مكة، وعارضها رجال الدين معارضة شديدة، وأصدر بعضهم الفتاوى التي تحرمها، وعدوها من جنس المسكرات والمثبطات. وقالوا إنها تسبب العلل في الأبدان والضعف في العقول.
وانقسم الناس بسببها إلى قسمين، وكثرت الفتن والمواجهات خصوصاً عندما أيد بعض الفقهاء فريق المحللين للقهوة، واستعان بعض الفقهاء بالسلطة السياسية، وطال النزاع طويلاً، ولا داعي لاستعراض ذلك النزاع في هذا الحديث. لكن المعارضين اخترعوا حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من شرب القهوة يحشر يوم القيامة ووجه أسود من أسافل أوانيها.
ولعل شهرة القهوة وانتشارها في بقية الأمصار الإسلامية حدث عندما ظهرت القهوة لأول مرة في مصر في مطلع القرن العاشر الهجري. لقد جلبها اليمانيون إلى رواقهم في الجامع الأزهر، وكان طلاب اليمن وما جاورهم في الرواق اليمني يسهرون للدراسة وترديد الأذكار وينشدون المدائح النبوية، ويستعينون على مغالبة النعاس بشرب القهوة.
ولقيت القهوة معارضة علماء مصر، وأصدر بعضهم فتاوى تحرمها، ومع هذا بقيت معارضة مصر اخف وطأة من معارضة الحجاز.
وكانت العلاقة المتنوعة بين الحجاز واليمن ومصر قوية ومتشابكة، ونلمح أن مشروب القهوة انتشر في عموم اليمن، لكنه في مكة يصادف عاماً تحرم فيه القهوة، وآخر تحل فيه، والشيء نفسه يقال عن مصر.
وحدث في بعض الأعوام التي سُمح بمشروب القهوة أن قُدمت لزوار البيت العتيق جنباً على جنب مع ماء زمزم، وحدث في الأعوام التي حرمت فيها القهوة أن أقيم الحد الشرعي على شاربها وبائعها، فقد عزر أولئك وطوف بهم في شوارع مكة، وكبس
العسس على المقاهي وبيوت القهوة وخربت وكبس على المرتادين وأخرجوا وقد شدوا وثاقهم بالحبال والحديد، ثم يتم جلدهم في الميادين العامة ويسجنون المدد المقررة.
ومن مصر والحجاز انتقلت القهوة إلى القسطنطينية ثم البندقية في القرن السابع عشر الميلادي. ثم إلى سائر أوروبا. وافتتح أول مقهى في انجلترا سنة 1652م. ولقيت القهوة معارضة في انجلترا وألمانيا ولكنها معارضة يسيرة.
ارتبطت القهوة بالصوفية، حيث اتخذها أغلبهم بديل المشروبات التي قد يدخلها التخمر، وارتبطت بشرب التنباك، لهذا نظر إليها أهل نجد وبقية عموم الجزيرة نظرة متوجسة. وصدرت فتاوى في نجد تحرم مشروب القهوة. ومنع الناس من جلبها من الحجاز عند عودتهم من الحج.
ومع هذا بقيت القهوة ممنوعة من دخول مساجد نجد إلى منتصف القرن الثالث عشر الهجري. ثم انتقلت القهوة من النقيض إلى النقيض فأصبحت تقدم في مساجد نجد وفي شهر رمضان المبارك. وسبحان مغير الأحوال.
والآن القهوة تعيش عصرها الذهبي حيث تنتشر بيوت القهوة في كل مكان. وتفنن الناس في صنعها. وزادت البرازيل وغيرها من الدول من زراعتها. وهي تلعب دوراً اجتماعياً كبيراً. وهي لعبت أدواراً سياسية خطيرة منذ القرن السابع عشر إلى القرن العشرين الميلاديين. حدث ذلك في المشرق العربي وأوروبا. ولعل لي عودة للحديث عن تلك الأدوار.
منقول للامانه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق